أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن إطلاق نظام جديد لسلك الماستر ابتداءً من الموسم الجامعي 2024-2025، في خطوة تهدف إلى تحسين جودة التكوين الجامعي وتعزيز ارتباطه بسوق الشغل. يأتي هذا الإصلاح كجزء من استراتيجية شاملة لتحديث منظومة التعليم العالي في المغرب، بما يعزز تنافسية الجامعات المغربية على المستوى الوطني والدولي.
تحديث البرامج والمناهج
يرتكز النظام الجديد على إعادة هيكلة برامج الماستر، حيث تم تصميم مناهج دراسية حديثة تُواكب التحولات العلمية والتكنولوجية العالمية. كما تم إدماج مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، علوم البيانات، الطاقات المتجددة، والهندسة البيئية، بالإضافة إلى تحديث التخصصات التقليدية كالقانون، الاقتصاد، والعلوم الإنسانية لتتماشى مع متطلبات العصر.
تعزيز التكوين التطبيقي
أحد أبرز محاور هذا النظام هو التركيز على التكوين الميداني والتدريبات العملية، مما يهدف إلى تجهيز الطلبة بمهارات تطبيقية تعزز فرصهم في ولوج سوق الشغل فور التخرج. كما سيتم تعزيز استخدام التكنولوجيا والموارد الرقمية في التعلم، ما يعكس توجه الوزارة نحو رقمنة التعليم العالي.
شروط الانتقاء والولوج
سيتعين على الطلبة الراغبين في ولوج سلك الماستر استيفاء شروط صارمة تشمل الحصول على معدلات جيدة واجتياز امتحانات انتقائية كتابية أو شفوية. كما وضعت الوزارة معايير أكثر شفافية لضمان اختيار الطلبة الأكفاء لكل برنامج، ما يعزز من مستوى التكوين والمخرجات الأكاديمية.
فرص وتحديات
يتوقع أن يسهم النظام الجديد في تحسين ترتيب الجامعات المغربية عالميًا ورفع نسبة تشغيل الخريجين، خاصة مع إدماج تخصصات حديثة تلبي حاجيات السوق الوطنية والدولية. ومع ذلك، تواجه الجامعات تحديات تتعلق بتوفير الإمكانيات المادية والبشرية لتطبيق هذا النظام، إلى جانب تدريب الأطر الجامعية على المناهج الجديدة.
انعكاسات إيجابية منتظرة
يُرتقب أن يحقق هذا الإصلاح قفزة نوعية في جودة التكوين الجامعي بالمغرب، بما يعزز تنافسية الجامعات المغربية ويضعها في مصاف المؤسسات الأكاديمية الرائدة عالميًا. كما يهدف إلى إعداد خريجين مؤهلين قادرين على المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.
يأتي هذا الإصلاح في إطار رؤية استراتيجية شاملة تسعى إلى جعل التعليم العالي بالمغرب أكثر جاذبية وتنافسية، بما يستجيب للتحديات الحالية ويعزز مكانة المغرب كوجهة تعليمية إقليمية وعالمية.