يأتي هذا البرنامج الحكومي بعد الاستحقاقات التاريخية التي نظمتها بلادنا يوم 8 شتنبر 2021. هذه الاستحقاقات التي جرت في ظروف استثنائية، اتسمت بتحديات وإكراهات الوباء، غير أنها تميزت بمشاركة شعبية واسعة، عبر خلالها المواطنات والمواطنون عن نضج كبير واعتبروا وسائل سياسية دقيقة، وعلى رأسها التصويت لصالح أغلبية سياسية واضحة.
لذلك اعتبرنا منذ لحظة الإعلان عن النتائج أن الرهان في هذه الانتخابات هو رهان كسب رهان إنجاح هذه المحطة الديمقراطية الهامة، يتميز كبير، فرغم الإكراهات والتحديات المتنوعة التي فرضها التصدي لوباء كورونا وبفضل إرادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره في ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، وبفضل استجابة الشعب المغربي لدعاء دعم وتقوية الخيار الديمقراطي لبلادنا، فإنها شكلت كل القوى الحية على بناء النموذج الديمقراطي المتجذر لبلادنا في المنطقة، كما أعرب من تنظيم الاستحقاقات الانتخابية في موعدها الدستوري، وبرهن شركائه الديمقراطي، وللعالم أجمع، على أن بناء الديمقراطية وشح إصلاح جماعي لا رجعة فيه.
لقد شارك الشعب المغربي بكثافة في هذه الاستحقاقات، واختار بوضوح ومنهجية ديمقراطية بديلاً سياسياً يتقاسم الكثير من القيم والأهداف والرؤى والبرامج، حكومة قوية، قادرة على إصلاحية عميقة، قادرة على تنزيل الأوراش الاستراتيجية الكبرى التي رسمها لبلادنا بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره.
لقد منح المواطنات والمواطنون لبلادنا فرصة تشكيل حكومة منسجمة، بثلاثة أحزاب سياسية، ما يمكننا لا محالة من تحقيق الإصلاحات بنجاعة في الأداء، وتوحيد الرؤى حول قضايا الوطن. ترجمة كل هذه الأوراش هي سياستنا العمومية التي تستهدف الإصلاح الشمولي في مختلف المجالات، من أجل ترسيخ التقدم الديمقراطي والسياسي كمدخل لتحقيق العدالة والكرامة الاجتماعية.